لدخول رياضة الشطرنج في بداية ثلاثيات القرن العشرين الى مدينة منزل تميم روايتان:
الرواية الأولى تقول أن المناضل الكبير الحاج البشير بن فضل عند رجوعه من الحجاز جلب معه رقعة شطرنج وعلّم جيرانه قواعد اللعبة وأصولها وأصبح يلعب معهم باستمرار وهم بدورهم علموا غيرهم وهكذا انتشرت اللعبة بين أعيان مدينة منزل تميم، وبعد مدة وضع الرقعة في دكان المناضل الكبير عرف حمدان الجميل الذي يقع بجانب مكتبة المرحوم القائد احمد مبارك الان.
أما الرواية الثانية تقول أن المرحوم الهادي الجميل وجد رقعة ملقاة في حقل من الحقول المحيطة بمدينة منزل تميم فأخذها ووضعها في دكان عرف حمدان الجميل الحلاق وكان في ذلك الزمن يشبه دار الثقافة اليوم تجد فيه بعض الجرائد والمجلات وبعض الألعاب ليتسلى الحرفاء الذّين ينتظرون دورهم او الأصدقاء المريدين الذين تعودوا الجلوس في الدكان وفيه تنعقد الاجتتماعات والمناقشات الاجتماعية والسياسية واليه تصل المنشورات الحزب الدستوري السرية فيه تخفى تحت رقعة الشطرنج ومنه تخرج خلسة لتوزع على المناضلين المنخرطين في الشعبة الدستورية.
ولما رجع المناضل الحاج البشير بن فضل من الحجاز وقصد دكان عرف حمدان وجد بعض الشبان يلعبون الشطرنج كيف ما اتفق فعلمهم طريقة وأصول اللعبة وهناك تعلم الجيل الأول من لاعبي الشطرنج منهم عرف حمدان الجميل والمناضل الكبير احمد بونقيشة مبارك ( القائد ) والحبيب الحمامي والكيلاني المداح ( شهر الكيلاني ساسية ) ومحسن الحداد وعبد القادر التميمي ( الكبير ) وعبد القادر زهيوة والاخوين حسن ومحمد شرفان وجلول الجميل غيرهم كثير....
وعندما تحصلت على استقلالها ترك عرف حمدان الدكان واعتزل الحلاقة وصار موظفا في بلدية منزل تميم تسلم الدكان الحلاق البشير الدرويش حمام .
وبعثت نوادي التعارف في اغلب البلدن التونسية ومنها مدينة منزل تميم وأول ناد تأسس بها في بداية ستينيات القرن الماضي كان جزءا من فندق زهيوة تابعا لمقهى زهيوة ( مغازة العفيف المغلقة الان ) فانتقلت لعبة الشطرنج الى هناك فاقبل عليها الرواد لان لعب الورق هناك ممنوع .
وتعلّم هناك الكثير من الرّواد اللعبة منهم : عبد القادر بن الطاهر بن حسين ومحمد بن فضل ومحمود بن خليفة وعبد الرحمان بن يحي ومحسن الحداد وغيرهم....
وبعد مدة أغلقت مقهى الدينار أبوابها فاكترت اللجنة الثقافية برئاسة المربي الفاضل المرحوم حمودة بوجميل مقرها وجعلته ناديا للتعارف وكنت عضوا مكلفا بالرحلات، أثثت اللجنة الثقافية النادي وكونت به مكتبة تحتوي على مئات الكتب من هبات الرواد، وتلفزة والعاب الورق وعدد وفير من رقاع الشطرنج.
استقطب النّادي عددا كبيرا من المريدين من كلّ فئات المجتمع : مثقفين ومتعلمين وطلبة وموظّفين وأساتذة ومعلّمين وعمال ولاعبي الشطرنج شيوخا وكهولا وتكونت ثنائيات مثل : الثنائي الكيلاني ساسية /محسن الحداد
وعبد القادر بن حسين / عم جلول الجميل، ومحمود بن خليفة / المنجي الجميل، الحبيب الحمامي/ عم حسن شرفان.
وفي النادي تعلم الكثير من الشباب والكهول الشطرنج كاحمد لحباشة والمرحوم عبد الرحمان باشا والمهندس المعماري محمد غرس الله ولأخوان احميدة ومحمد بوسامة وفرج المؤدب والفيلاني غرس الله وغيرهم واعتذر من الذين لم أذكر هم.
واذا كانت لعبة الشطرنج خرجت من دكان عرف حمدان الجميل
فان فكرة تكوين ناد للشطرنج انطلقت من نادي التعارف.
لما كثر عدد لاعبي الشطرنج فكر بعض الرواد من اللاعبين بعث ناد للشطرنج منهم المنجي الجميل وساسي حمام وعبد القادر بن حسين والكيلاني مصباح شهر ساسية وعبد الرحمان بن يحي شهر قوتة .
التأمت الاجتماع التأسيسي في أواخر سنة 1964 لبعث نادي الفارس التميمي للشطرنج بزاوية سيدي عبد القادر ومن الذين حضروا في هذه الجلسة المنجي الجميل وساسي حمام وعبد القادر بن حسين والحبيب الحمامي ومحسن الحداد وحامد الجلاصي...
وتحصل على التأشيرة القانونية يوم 20 نوفمبر 1965 ومقره نادي التعارف.
منذ ذلك التاريخ بدأ الفارس التميمي مسيرته الموفقة ورغم حداثته استطاع استطاع أن ينتصر على أقوى الفرق أو يتعادل معها كنادي السيارات وتحصل على عدّة كؤوس وبطولات.
ولنشر رياضة الشطرنج في المدينة ولتنمية رصيده من اللاعبين في الفارس التميمي وزّعت هيئة الفارس التميمي الرقاع على الأحياء والمقاهي واشتهرت مقهى السّوق البلدي ومقهى زهيوة بهذه الرياضة.
نظّم الفارس التميمي الدورة النهائية للبطولة القومية لنوادي الشطرنج يومي 9 و10 ديسمبر 1978 وفاز بها وزار بهذه المناسبة مجموعة من الصحافيين مدينة منزل تميم لتغطية وقائع الدورة وبعد جولة قاموا بها في أرجاء المدينة لاحظوا كثرة لاعبي الشطرنج في الأحياء والمقاهي، فكتبوا عنوانا بالخطّ الأحمر الكبير بجريدة العمل الشطرنج هو اللعبة الشعبية في منزل تميم.
نظّمت اللجنة الثقافية بمنزل تميم وكنت كاتبها العام لقاء مع الدّكتور الدالي الجازي وألقى محاضرة بنادي التعارف حول الديمقراطية وأهميتها في تونس. اعتبر رئيس البلدية أنّ النادي بؤرة من بؤر المعارضة فأغلقه وسحب الرخصة من اللجنة الثقافية وأصبح دون مقرّ، ولكن بفضل المجهودات الجبارة التي بذلها الكاتب العام المرحوم عبد العزيز الجميل واللاعب السيد الفيلاني غرس الله ورئيس النادي السيد ساسي حمام تنازلت البلدية على مقرّ المكتبة القديمة لفائدة نادي الفارس التميمي.
استضاف نادي الفارس التميمي عدّة لاعبين عالميين منهم اللاعب الروسي ( ماريكوشاف) الذي لعب ضد 25 لاعبا في نفس الوقت فانتصر عليه المنجي الجميل وساسي حمام وتعادل معه أحمد لحباشة وعبد الرحمان بن يحي.